«إسرائيل وغزة نحو الهاوية».. فيلم وثائقي يسلط الضوء على ضحايا الحرب
«إسرائيل وغزة نحو الهاوية».. فيلم وثائقي يسلط الضوء على ضحايا الحرب
كشف الفيلم الوثائقي "إسرائيل وغزة.. نحو الهاوية"، الذي أخرجه روبن بارنويل وعرضته قناة "آي تي في 1" البريطانية، عن أبعاد مروعة للحرب بين إسرائيل وغزة، مسلطًا الضوء على الضحايا الأبرياء من كلا الجانبين، بعيدًا عن تحميل المسؤولية لأحد الأطراف.
عرض الفيلم لقطات صادمة من هجوم السابع من أكتوبر، مما خلق شعورًا خاصًا من الرعب لدى المشاهدين، حيث تناول تفاصيل مأساوية تعكس عمق المعاناة الإنسانية خلال هذا الصراع.
ووفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية، فقد تناول الفيلم مقاطع فيديو مصورة من قبل مقاتلي حماس، تظهر فيها عائلة تحتجز داخل منزلها.
ظهرت الأم في حالة يأس وهي تحاول مواساة طفليها، في حين بدا الأب مصدوماً تماماً، وملابسه ملطخة بدماء ابنته المراهقة التي قُتلت قبل لحظات.
وأظهر أحد الأطفال الصغار خوفه الشديد وهو يسأل والده بصوت مرتجف: "أبي، هل سيقتلوننا؟"، وهي جملة تعكس حالة الهلع التي عاشها الأطفال خلال هذا الهجوم.
نقل الفيلم شهادات مباشرة من سكان كيبوتس إسرائيليين احتجزوا كرهائن، حيث تحدث أحدهم عن فظاعة المشهد قائلاً: "كنا نعلم أنهم يكرهوننا، لكننا لم نتخيل أن الكراهية يمكن أن تصل إلى هذه الدرجة من القسوة".
لقطات حقيقية ومقابلات
ركز الجزء الأول من الوثائقي على أحداث السابع من أكتوبر، مستخدماً لقطات حقيقية ومقابلات مع الناجين الذين عاشوا تلك اللحظات المرعبة.
بينما أخذنا الجزء الثاني إلى داخل قطاع غزة، حيث وثقت الكاميرات البؤس والمعاناة التي عاشها المدنيون تحت القصف الإسرائيلي المكثف.
لم يكتف الفيلم بعرض مشاهد الحرب التقليدية التي اعتاد المشاهدون رؤيتها في نشرات الأخبار، بل ركز على تفاصيل إنسانية مؤلمة تُظهر وجه المعاناة الحقيقية.
ظهر في أحد المشاهد طفل فلسطيني في مستشفى وقد أصيب بصدمة بعد أن نجا بأعجوبة من القصف الذي دمر منزله.
سأل الطفل عن والده، ليخبره عمه أن والده بخير، لكنه كان يخفي عنه حقيقة موت والده قائلاً: "كيف لي أن أزيد الأمر سوءًا؟ كيف أقول له إنني رأيت جثة والده ممزقة؟".
أوضح الفيلم أن لكل شخص وجهة نظره حول المسؤولية عما يحدث أو ما إذا كان رد فعل إسرائيل مبررًا، لكن بارنويل نجح في تحقيق توازن عبر التركيز على الضحايا الأبرياء الذين لا دخل لهم في النزاع.
رعب وصدمة بين الأطفال
عرض الفيلم قصة الطفل اليهودي المرعوب في الكيبوتس، والطفل الفلسطيني المصدوم في المستشفى، وكلاهما يعاني دون ذنب، مما يبرز البعد الإنساني المشترك في هذا الصراع المرير.
سلطت المقابلات التي أُجريت مع المدنيين من الجانبين الضوء على مدى تفشي الكراهية وتعميقها بسبب الصراع.
وأعربت امرأة إسرائيلية عن رأيها بعد الهجوم بقولها: "علمني السابع من أكتوبر أنه لا يوجد أناس أبرياء في غزة"، بينما قال طبيب فلسطيني: "لقد قرروا أن يصبحوا وحوشاً".
تظهر هذه الأقوال كيف أثر الصراع في تعميق مشاعر الكراهية بين الطرفين، مما يزيد من تعقيد الأمل في تحقيق أي نوع من التعايش.
قدمت إحدى الفتيات الإسرائيليات المختطفات التي تم إطلاق سراحها لاحقًا وجهة نظرها المؤلمة حول هذا الصراع.
وأوضحت أنه بالرغم من قرب غزة، حيث تبعد حوالي عشر دقائق فقط عن قريتها، فإن هناك فجوة كبيرة تفصل بين العالمين.
وصفت الفتاة الأجواء في غزة بأنها "مليئة بالظلام واليأس"، معبرة عن اعتقادها السابق بإمكانية التعايش في عالم آخر، لكنها الآن تشعر بأن تلك الفرصة قد ضاعت.
تعميق الكراهية وضياع الأمل في التعايش
اختتم الفيلم الوثائقي بمشهد مؤلم يجسد عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الطرفان، حيث أوضح بارنويل أن تركيزه الأساسي كان على الضحايا الأبرياء الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع.
برغم كل الكراهية والعنف، يبقى السؤال حول المستقبل وكيف يمكن تجاوز هذه الأزمة. يبدو أن الصراع الحالي قد أدى إلى تعميق الجروح وزيادة مشاعر العداء، لكن الفيلم يذكرنا دائماً بالثمن الإنساني الباهظ الذي يدفعه الأبرياء على جانبي النزاع، في ظل استمرار دوامة العنف التي لا يبدو لها نهاية قريبة.